يعتبر موقع واد كنيس Ouedkniss أكبر دليل على أن ربح المال من الانترنت في الجزائر ممكن جدا بل قد يكون بأرباح خيالية .. فيما يلي نستعرض عليكم قصة نجاح موقع واد كنيس
بدأت قصة موقع واد كنيس Ouedkniss الموقع #الرابع من حيث أكبر عدد الزيارات الالكترونية في الجزائر منذ 12 سنة، عندما عزمت الشرطة على إغلاق سوق شعبية في إحدى الضواحي.
قصة سوق واد كنيس Ouedkniss الحقيقي في العاصمة
كانت هذه السوق قد نشأت منذ عقود في شارع يسمّى واد كنيس في ضاحية القبة الجزائرية.
هناك.. كان بإمكان الناس أن يبيعوا ويشتروا ويتبادلوا أي شيء يمكن تخيّله، من أجهزة التلفزيون إلى السجّاد. ويذكره مهدي بوزيد بالقول “لقد كان جميلاً حقّاً.”
منذ حوالي عام 2006، وكما هو حال العديد من المراهقين في الجزائر..
تمنّى بوزيد وأصدقاؤه الأربعة هشام سودة وأمين بن موفق وأحمد بو أمينة وجميل الدين ديب أن يكون لهم مدوّنة.
كان لدى هؤلاء بالفعل فكرة مسبقة عن إنشاء منصّة مخصصة للأصدقاء..
ولكن إغلاق سوق واد كنيس دفعهم للإسراع في تنفيذ مخطّطهم..
تأسيس موقع واد كنيس Ouedkniss
إتخذ الأصدقاء من مقهى أنترنت قريب مقرّاً لهم..
وأنشأوا موقعهم الإلكتروني الذي أسموه واد كنيس Ouedkniss، كتحية للأسواق الشعبية التي يشعرون بأنها لعبت دوراً مهماً في هوية الجزائر.
يشير بوزيد إلى أنهم في تلك المرحلة لم يفكّروا في جني المال..
ويقول إنه “في العام 2006، لم يكن هناك كثير من المواقع الإلكترونية الجزائرية..
بل كان يوجد عدد قليل من مدوّنات “سكاي بلوغ” Skyblog أو ما يعرف الآن باسم Skyrock.com (منصة مدوّنات حظيت بشعبية في ذلك الوقت بين الناطقين بالفرنسية في جميع أنحاء العالم).
وبعض المنتديات ..
والقليل من مواقع المعلومات..
كان كلّ ما أردناه هو ترك بصمتنا على الانترنت.”
لم يكن يحظى موقع واد كنيس Ouedkniss في سنته الأولى بأكثر من عشرين زائراً يوميا !!!!
إضافة إلى بعض الإعلانات المبوبة المنشورة من قبل الأصدقاء…
ومع ذلك، أخذ الأمر ينتشر تدريجياً…
بداية التطور و النجاح
ففي العام 2007، دُعي الفريق إلى واحدة من أولى فعاليات التسويق الإلكتروني E-Marketing في الجزائر..
فسجّل عندها موقع واد كنيس Ouedkniss نحو ألفي زائر في يوم واحد…
إذ يذكر بوزيد هذا الأمر بالقول “كان هذا قياسياً بالنسبة لنا.”
عند دخولهم الجامعة، شهد الأصدقاء الخمسة نمواً حقيقياً في أعداد زائري الموقع؛ فكل واحد منهم استطاع بسهولة استقطاب المئات من الطلاب.
أولئك شكلوا الهدف الأمثل في ذلك الوقت، بحيث كانوا مهتمّين بالإمكانيات التي توفرها الإنترنت، بالإضافة إلى أنهم أرادوا تجربة شيء جديد.
وهكذا سرعان ما انتشر الخبر بسرعة خارج الجامعة، وأصبح موقع واد كنيس ظاهرة بنفسه.
يقول المؤسس ” يقول العديد من الناس أنهم بدأوا باستخدام الانترنت بسبب موقع واد كنيس.”
ويضيف أنه على وادكنيس أيضاً، اشترى كثيرون أغراضاً للمرة الأولى أونلاين، أو بحثوا عن شقة أو سيارة للمرة الأولى.
بعد ثلاث سنوات من تطوير منتجهم وإدخال التعديلات عليه، والسماح للجزائريين بأن يكون وادكنيس خاصاً بهم..
قرّر الأصدقاء الخمسة تكثيف عملهم..
وبدأوا بعد ذلك بتسويق الموقع لدى مستخدمي الانترنت..
وركّزوا على إعلانات الإنترنت وعلى موقع التواصل الاجتماعي لتسويق الخدمة…
ويفسّر بوزيد ذلك بالقول “يمكنك العثور على مواطنين جزائريين لا يملكون بريداً الكترونياً أو لا يستخدمون الانترنت، لكنهم يستخدمون الفيسبوك ، لهذا قررنا أن نستهدفهم.”
تمويل موقع واد كنيس Ouedkniss
أخذ الأصدقاء الخمس وقتهم قبل تمويل الموقع
وذلك لأنهم كطلاب، كانوا مهتمين بتحقيق شيء ما وبنائه أكثر من أن يصبحوا أغنياء…
أطلقوا عروضهم عام 2009، وهي عبارة عن اشتراك شهري يمنح المختصّين متجراً على الإنترنت مع عدد محدّد من الإعلانات المبوّبة…
فواجهوا في البداية اعتراضات من بعض المستخدمين، الذين لم يكونوا جاهزين بعد لدفع المال مقابل خدمة اعتادوا الحصول عليها مجاناً…
ولهذا عمل الفريق على تخفيض الأسعار إلى 1000 دينار جزائري لمئة إعلان، (في ذلك الوقت كانت 10 دنانير جزائرية تساوي 0,12 دولاراً أميركياً)…
يعلّق بوزيد على الأمر، أنه “كان رخيصاً جداً بحيث لم يستطع الناس رفض العرض.”
في نهاية العام 2011، لم تعرف الشركة الناشئة سوى مئة بائع محترف…
ولكن النسخة الثانية اعتُبرت أنجح..
خطوة مهمة لنجاح الموقع
غيّر الفريق مقرّ عمله وقام بتوظيف مندوب مبيعات للوصول إلى أصحاب متاجر الانترنت في مقارّهم…
فكانت النتيجة أن ارتفعت أرقام متجر وادكنيس في سنة واحدة، ستة أضعاف تقريباً.
بطبيعة الحال، لم تكن المتاجر الوسيلة الوحيدة للتمويل التي اكتشفها الفريق،..
إذ أنهم في العام 2010 بدأوا ببيع الإعلانات على موقعهم…
ولكنها “أخذت منا وقتاً طويلاً” كما يقول المؤسس بحسرة..
مضيفاً “حاولتُ [إدارة مبيعات الاعلانات] بنفسي من العام 2009 حتى 2010، لكنني استسلمتُ في النهاية.”
وهو يشرح أن المعلنين لم يكونوا يعرفون الإنترنت، “فلقد كانوا قديمي الطراز ويظنون أن الإنترنت ليس جدّياً بما فيه الكفاية.”..
أما الآن، فإن هذه الشركة الناشئة أمّنت مساعدة خارجية لهذا العمل من قبل بعض الشبكات الاعلانية.
كيف هي الأمور الآن مع الموقع
يعترف المؤسس أن الأمور باتت أفضل الآن..
وذلك بفضل طاقم موظفي الإعلانات الشاب بالإضافة إلى طفرة الإنترنت، إلّا أن المعلنين لم يألفوا ثقافة الويب بعد…
ويركّز على أن كثيرين ما زالوا يرفضون القيام بحملة CPM (أي حيث يدفع المعلنون بالوحدات لكل ألف مشاهدة) ويصرّون على احتساب الدفع باليوم…
ولكن بالرغم من هذه الصعويات، يقول إن الموقع أصبح مربحاً أكثر من أي وقت ابتداءً من العام 2011.
بعد12 سنة من الصبر والمثابرة، يفخر موقع وادكنيس ب 250،000 زيارة في اليوم. وهو كموقع جزائري، يُعدّ الأول من نوعه الذي يحصل على هكذا أرقام.
في هذا الشأن، يقول بوزيد “تلقينا عروضاً معظمها من الشرق الأوسط، تعود للعام 2008.” ويتابع شارحاً “لا نفضّل فكرة أن يكون لدينا مستثمرون، لأن لدينا رؤيتنا لما يمكن أن يكون عليه وادكنيس بعد عشرة سنوات.”